لماذا الشخص الكفيف أكثر من غيره عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد (COVID 19)؟


لماذا الشخص الكفيف أكثر من غيره عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد (COVID 19

يطرح هذا السؤال  الدكتور: محمد دسوقي الورداني،
خبير طرق تعليم وتدريب ذوي الإعاقة البصرية.
ويحاول الإجابة عليه في السطور التالية:

فيروس كورونا المستجد (COVID 19) هو فيروس جديد ضمن فصيلة كبيرة تسمى: (الفيروسات التاجية) "كورونا"، والتي تصيب الجهاز التنفسي، وتتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد خطورة مثل: "سارس، وميرس"، ولم يتم اكتشاف علاج لهذا الفيروس حتى الآن.

وتذكر الأبحاث والدراسات الطبية أنّ: المسنين، والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مثل: (ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري)، يصابون بمرض كورونا المستجد، أكثر من غيرهم.

ومما أعتقده أننا من الممكن أن نضم إلى هذه الفئات، فئة الأشخاص ذوي الإعاقة عمومًا، سواء كانت إعاقة: (بصرية، سمعية، حركية، ذهنية)؛ لأنه من المحتمل أن يكونوا أيضًا أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس من غيرهم من غير ذوي الإعاقة؛ بسبب ظروفهم الخاصة.

ومما أعتقده أيضًا: إنّ فئة ذوي الإعاقة البصرية (المكفوفون)، أكثر فئات ذوي الإعاقة عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد (COVID 19)؛ وذلك لعدة أسباب، نذكر منها:

أولاً: عدم الاستقلالية:
بمعنى أن الكفيف يعتمد على غيره في كثير من الأمور، لاسيما التنقل والحركة خارج المنزل، فهو دائمًا ما يحتاج إلى مرافق يسير معه حيث أراد؛ فلو كان هذا المرافق الذي يسير معه الشخص الكفيف، مصابًا بالفيروس، من غير ما تظهر عليه بعض الأعراض، انتقلت العدوى بكل سهولة ويسر إلى الشخص الكفيف.

ثانيًا: استخدام الحواس بشكل كبير:
بمعنى أن الكفيف يستخدم حواس: (اللمس، و الشم والتذوق)، بشكل أساسي في حياته اليومية، للتعرف على الأشياء واستكشافها؛ وهذه الحواس هي التي تعوضه عن حاسة البصر التي يفتقدها؛ لذا فمن الممكن أن ينتقل الفيروس للشخص الكفيف عن طريق ملامسته لأشياء مستقر عليها هذا الفيروس، أو شمه لبعض المنتجات، أو  تذوقها، لاستكشافها والتعرف عليها.

ثالثًا: استخدام العصا البيضاء:
حيث إن الكفيف يعتمد اعتمادًا كليًا على العصا البيضاء في التنقل والحركة خارج المنزل، ولا يستطيع الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال، مهما كانت الظروف؛ لذا فمن الممكن أن ينتقل للكفيف هذا الفيروس عبر استخدامه المستمر للعصا البيضاء التي يسير بها، لأنها تلامس كل شيء على الأرض من طرفها السفلي، ومن المتوقع أن يتعلق بها هذا الفيروس، ثم ينتقل إلى يد الشخص الكفيف، الممسكة للعصا البيضاء.

رابعًا. القلق الزائد:
فقد أكدت دراسات سيكولوجية الكفيف إلى أنّ: بعض ذوي الإعاقة البصرية يعانون من القلق، والاكتئاب، والتوتر، أكثر من غيرهم. ومن المحتمل أن يؤدي هذا القلق إلى الإهمال في استخدام وسائل الوقاية المختلفة، وربما عدم استعمالها نهائيًا. وأيضًا عدم الالتزام بتنفيز الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمحاربة هذا الفيروس.

ومن جهة أخرى فإن هذا القلق قد يؤدي إلى توتر الحالة النفسية للكفيف؛ مما يساعد على ضعف مناعة الجسم بشكل عام؛ وبهذا تكون نسبة إحتمالية إصابته بهذا الفيروس أكثر سهولة.

ولهذه الأسباب الأربعة؛ يكون الشخص الكفيف أكثر عرضة بشكل كبير لخطورة انتقال فيروس كورونا المستجد (COVID 19)، من غيره من غير المكفوفين؛ لأنه كما تقول الأبحاث والدراسات: إنّ الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس كورونا: تتمثل في الرذاذ الذي يتناثر من أنف، أو فم الشخص المصاب بالفيروس عند السعال، ويمكن أن يلتصق بالأشياء، والأسطح المحيطة بالشخص، مما ينتج عنه إصابة الآخرين بالمرض عند ملامستهم لهذه الأشياء، أو الأسطح، ثم لمس أعينهم، أو أنفهم، أو فمهم.

وأخيرًا أقول:
اللهم ارفع عنا هذا الوباء والبلاء،
واحَفظ مصرنا الحبيبة من كل داء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص البحث المقدم لنيل درجة الدكتوراه

أقوال ذهبية عن ذوي الإعاقة من البشرية. بقلم الدكتور محمد دسوقي الورداني

موافقة مجلس الوزراء على تعديل لائحة قانون ذوي الهمم لوضع ضوابط جديدة لاستيراد سيارات الأشخاص ذوي الإعاقة.